| 0 التعليقات ]






أثار إعجابي “مدير” إحدى الفرق وهو يشجع فريقه بحماس حتى انتهت المباراة بفوز الفريق. وبعد أن تبادل التهنئة مع لاعبيه توجه إلى الفريق الخصم وصافحهم فرداً فرداً وتمنى لهم حظاً أوفر في المباريات القادمة.. ولم ينس أن يذكرهم بضرورة التحلي بالروح الرياضية.
وفي مباراة أخرى لنفس الفريقين حضر نفس “المدير” –صاحب الروح الرياضية- متأخراً ووجد فريقه مهزوماً بنتيجة كبيرة.. فما كان منه إلا أن أمر الفريق بالانسحاب فوراً!! ولم يكتف بذلك فقط.. بل أصدر أوامره –الصارمة- إلى أعضاء فريقه –الصغار- بتحطيم خشب المرمى، وتكسير الزجاج في جميع أرجاء الملعب –ملعب الخصم- …وطبعاً… لم يستطع أحد الاقتراب منه لتذكيره بالروح الرياضية التي كان يدعو الجميع للتمسك فيها قبل أيام!! فقد كان في حالة لا توصف من العصبية حتى أنه غادر الملعب راكضاً خلف أعضاء الفريق الخصم يهددهم ويتوعدهم بالضرب لأنهم فازوا على فريقه!!

رغم أن ما سبق كان من ذكريات الطفولة ، إلا أنه يحدث ذلك -أو قريباً منه- لنا جميعاً حتى الآن.. فعندما نفوز نكون أول المنادين بضرورة التحلي بالروح الرياضية… وعندما نتعرض للهزيمة تلفنا العصبية للفريق ولا نتذكر شيئاً عن الروح الرياضية. ورغم أن ظاهرة الشغب (داخل الملعب وخارجه) منتشرة حول العالم … إلا أنها أصبحت علامة بارزة في المسابقات العربية – العربية.

إنه أمر بسيط (وهو من أبجديات تدريب الناشئين)…
فمن الروح الرياضية أن تلعب للفوز وبالمقابل تعلم أن الهزيمة أمر ممكن.
ومن الروح الـعصبية أن تلعب للفوز.. وإذا لم يحدث فإن جيوشك جاهزة لإعلان الحرب داخل الملعب وخارجه على الفريق الخصم لاستعادة النصر المفقود!!!
ولا أدري لماذا اخترنا لمسابقاتنا العربية-العربية أن تكون من النوع الثاني، رغم ما يجمعنا من روابط اللغة والعادات والمصير المشترك !!!!
لن يستمتع بالرياضة إلا من يعلم جيداً أنها تجمع بين الروح الرياضية واللعب النظيف… فالفوز من عناصر الرياضة.. وكذلك الخسارة.. ولكن الحروب مع الفرق الأخرى لا محل لها في الرياضة. وإذا فرضنا أنها موجودة (أي الحروب) … فإن فرسانها هم من يعانون من الكرة بدلاً من الاستمتاع بها … وشتان بين المعاناة والاستمتاع.
كلمات وكلمات
أنه لأمر رائع أن تبتسم لمن أساء إليك … فالابتسامة ذاتها هي ثواب وعقاب ..
أتمنى للمجتمع الرياضي العربي متعة حقيقية مع الروح الرياضية واللعب النظيف.
...تابع القراءة