| 0 التعليقات ]


كوننا بشر فإن الرياضة مرتبطة بحياتنا وأنشطتنا اليومية.وكوننا مسلمون فإن ديننا الحنيف حث على الرياضة من السباحة إلى الرماية إلى ركوب الخيل، ولم يقف حائلاً دون ممارسة العاب أخرى بشرط المحافظة على القيم السامية وعدم الانشغال عن العبادات.وكوننا إماراتيين .. فإننا نعيش في دولة ترفل بالنعيم ويقصدها الكثيرون طلباً للرزق… إلا أن صورة النعيم تكاد تكون بعيدة عن ملاعب مدارسنا (الحكومية) فلا نجد ملاعب مناسبة ولا معدات كافية ولا مدرسون أكفاء وجعلنا الرياضة حصتين ثم واحدة في الأسبوع وهذه الحصص لا تسلم من الاغتيال عن طريق مدرسي الرياضيات والفيزياء أو أي مادة متأخرة … بحجة ان العلم أهم من (خرابيط الرياضة) …!!!

نشهد هذا السطو على حصة الرياضة، الرياضة التي جعلناها من أقل أولويات وزارة التربية والتعليم والشباب !!! وأي شباب والمدارس عبارة عن أوكار كريهة للتدخين والعلاقات المشبوهة والمخدرات أحياناً … أي شباب والملاعب مرصوفة (بالقار) هذا إذا لم تكن من الرمل في تلك المدارس !!!

ولا يختلف الحال في الأندية الرسمية إلا في لعبة كرة القدم، لعبة الضغط والسكري وحرق الأعصاب في هذه البلد، أما بقية الألعاب فهي مغيبة أو غائبة … فربما تكون لعبة هنا وهناك و لا يسأل عنها أحد، وربما لا تكون اللعبة موجودة أصلاً في أروقة النادي…ورغم هذا تجد أفراد تلك الألعاب من المكافحين بسيف واهن على وشك الانكسار وبصدر مكشوف لا يكاد يصمد لأي هجمة شرسة ..ومع ذلك ينتصرون أما أخوانهم أهل الكرة فهم أهل التبجيل والتوقير والصفحات الرياضية الملونة والهدايا الشرفية وغير الشرفية التي لا يكادون يعرفون أصحابها ….

يا ترى من يستطيع أن يمارس هوايته بارتياح إذا كانت هوايته غير كرة القدم ؟؟
هل يستطيع أي شخص أن يلعب الكارتية أوالتيكواندو أوالملاكمة والمصارعة الرومانية والتنس والعاب القوى والجمباز في أي مكان في هذه الدولة وبارتياح كبير ؟؟ … أو على الأقل يحصل على المعلومات الأولية فيها.هل يستطيع هذا النظام الرياضي المتهالك أن يخرج لنا أبطالاً حقيقين … ؟؟
الإجابة الرسمية التي يتقنها المسؤولون عن الرياضة عندنا هي أن الأمل موجود والدولة لم تقصر ويلزمنا 500 سنة من الاحتكاك حتى نكون مؤهلين للفوز في شتى المجالات!!!والإجابة الحقيقية نلمسها في معاناة الأبطال الذين صنعوا أنفسهم بالمعاناة والألم وقليل من التشجيع الرسمي .. أولئك يملكون الإجابة الصحيحة التي نفر من سماعها وهي ليست “لا” بل “1000 لا” !!!
ويحق لي أن أتساءل ببراءة …
• 
لماذا يتكفل لاعب الكاراتيه (المواطن) بالدفع من جيبه لمعدات التدريب في النادي؟؟ رغم أن هذا النادي ينفق مالم ينفقه قارون على لاعبي الكرة ويأخذون بدل الحذاء أربعة غير أزياء التدريب والمباريات والسفر … وسمعنا والله أعلم ان بعض اللاعبين يستلمون أقداماً صناعية تساعدهم على الجري !!! أما حراس المرمى فيصرف لهم جناح صناعي للطيران في المباريات المهمة !!!

كيف يفوز أبناؤنا بالميداليات في الألعاب الفردية ولا يكاد يعرفهم أحد إلا مدربيهم وأهلهم وبعض المقربين .. أين الإعلام يا أهل الإعلام ؟؟ ترافقون لاعبي الكرة في حلّهم وترحالهم وفي غرف الملابس وأثناء تناول الوجبات وفي التمرين وبعد الفوز أو الهزيمة وتعرضون علينا هذا السخف من خلال البرامج الكروية التي أصبحت مملة مملة .. لسبب بسيط .. جعجعة بدون طحين (أقصد بدون بطولات) .. أما أبطالنا الأصحاء والذين تسمونهم “المعاقين” قد حلقوا بالذهب والفضة في الكثير من المناسبات .. ولكن من يتابعهم ومن ينقل همومهم، ومن يعرف معاناتهم اليومية من أجل إثبات وجودهم وإسعاد من يحبهم ..
أقف عند تساؤل

# هل سيتحقق التفوق الرياضي في دولة الرفاهية والنعيم المادي والفقر الرياضي في سنة 2504 بعد عمر طويل !!!أم أن أحفاد أحفاد أحفادنا سيكونون على موعد مع خيبات الأمل؟
هل يستحق مخربوا الرياضة تصفيقاً حاراً من الرياضيين المقهوريين ؟؟ ربما نعم … صفّقوا … صفّقوا .. صفّقوا طويلاً للمهرجين

0 التعليقات

إرسال تعليق